بقلم نور المسعودي– مجلة فسيفساء
مارس، 2025

البشت القطري
البشت أحد أبرز رموز الثقافة القطرية والعربية الأصيلة، وهو لباس تقليدي يرتديه الرجال في قطر ومنطقة الخليج بشكل عام في المناسبات الرسمية والاجتماعية ويعود تاريخ البشت إلى العصور القديمة، حيث كان يرتديه الأمراء والمترفين، ليصبح اليوم رمزًا للأناقة والفخامة في المجتمع القطري.
يتكون البشت من قماش خفيف وناعم، عادةً ما يكون الحرير أو الصوف، ويتميز بلونه الأسود أو البني أو الرمادي، في حين أن البشت الأبيض قد يُستخدم في بعض المناسبات وعادة ما يتم ارتداء البشت فوق الثوب، وهو اللباس التقليدي اليومي في قطر، مما يضفي لمسة من الفخامة والرفعة على الإطلالة.
وفي الماضي، كان البشت يُصنع يدويًا باستخدام الحرير الطبيعي أو الصوف الفاخر الذي يتميز بجودته العالية وكانت عملية صناعة البشت تتطلب مهارة كبيرة، حيث يُنسج القماش بعناية ويُخيط يدوياً باستخدام خيوط دقيقة، مما يجعل كل بشت قطعة فنية فريدة.
ولكن ومع مرور الزمن، أصبح البشت جزءًا لا يتجزأ من الهوية القطرية والعربية، ويُعتبر اليوم رمزًا للفخامة والرفعة ورغم أن البشت كان في البداية حكراً على طبقات النبلاء والأمراء، إلا أنه أصبح يُرتدى في كافة المناسبات الرسمية، مثل حفلات الزفاف، والاحتفالات الوطنية، والمناسبات الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، ليظل مرتبطًا بالهوية الوطنية للأفراد في قطر.
وأصبح البشت جزءًا من الموضة المعاصرة في قطر، حيث يحرص العديد من القطريين على ارتدائه في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات الرسمية، بل ويُعتبر في بعض الأحيان مظهرًا من مظاهر الطبقات الراقي، ومع التقدير الكبير لهذه القطعة التقليدية، بدأ العديد من المصممين القطريين في إدخال لمسات عصرية على البشت، بحيث يتم تطويره باستخدام الأقمشة الحديثة والتفاصيل الدقيقة، مع الحفاظ على طابعه التقليدي ليضاف إلى ذلك التزيين بـالذهب والفضة على الأطراف أو الياقات، ما يجعل البشت أكثر فخامة وجمالًا.
وبالإضافة إلى ما يُقدمه البشت من فخامة، إلا أن له رمزية ثقافية هامة حيث يرتدي الرجال البشت في المناسبات الاجتماعية الكبرى للتعبير عن الاحترام والتقدير، ويعد رمزًا ل الكرامة والهيبة، وفي المناسبات الرسمية، مثل استقبال الضيوف في الديوان أو المناسبات الوطنية، يصبح البشت مظهرًا للتواصل الثقافي والتقاليد، حيث يُظهر ارتداءه اهتمامًا بالثقافة والتراث.
أما اليوم يعتبر البشت أكثر من مجرد زي تقليدي، بل أصبح جزءًا من الهوية القطرية الحديثة ففي مناسبات مثل احتفالات اليوم الوطني والمناسبات الدبلوماسية، يمكن رؤية الشخصيات القطرية يرتدون البشت بكل فخر، مما يعكس توازنًا فريدًا بين الحفاظ على التراث الثقافي والانفتاح على العصر الحديث.
ويعتبر البشت اليوم رمزًا للتميز والرفعة في قطر، حيث يُعبر عن انتماء مرتديه إلى ثقافة غنية بالتراث والعراقة وبينما يظل البشت جزءًا من اللباس التقليدي، إلا أنه اليوم يُعد إضافة أساسية للأناقة العصرية التي تمثلها قطر في العالم العربي.