المجالس القطريةمنابر لتوارث القيم وحفظ الهوية

تُعد المجالس القطرية إحدى أبرز المظاهر الاجتماعية التي لا تزال تحتفظ بمكانتها الراسخة في قلب المجتمع القطري، إذ تمثل فضاءً مفتوحًا للحوار، وبوابة لتوارث العادات والتقاليد، وتعزيز القيم التي تربّت عليها أجيال متعاقبة.
ورغم التطورات المتسارعة التي شهدها المجتمع القطري في مختلف المجالات، لا تزال المجالس تحظى بتقدير خاص، حيث ينظر إليها المواطنون باعتبارها «مدارس غير رسمية» تنقل القيم والأخلاق الأصيلة من جيل إلى آخر، وتُعزز من تماسك النسيج المجتمعي، وتسهم في بناء الشخصية القطرية على أسس من الاحترام، والمسؤولية، والاعتزاز بالهوية.
وفي إطار حرص الدولة على الحفاظ على هذا الموروث الاجتماعي المهم، تبنت عدد من المؤسسات القطرية مبادرات تعليمية وتثقيفية تستهدف النشء، وفي مقدمتها مركز نوماس التابع لوزارة الشباب والرياضة، والذي يقدّم برامج تدريبية لتعريف الأطفال واليافعين بآداب المجلس، وفنون الضيافة، وتقاليد تقديم القهوة العربية، إلى جانب تعليمهم فن «العرضة القطرية» كجزء من الفلكلور الوطني.
وتهدف هذه البرامج إلى ترسيخ القيم المتوارثة، وصون الهوية القطرية في مواجهة تحديات العصر، من خلال تنمية الوعي لدى الأجيال الجديدة بأهمية المجالس، ليس فقط كمكان للقاء، بل كمؤسسة ثقافية واجتماعية قائمة بذاتها، لها دورها المحوري في حفظ الذاكرة الجماعية.
ويؤكد القائمون على هذه المبادرات أن الحفاظ على المجالس القطرية وتقاليدها، هو في حقيقته حفاظ على الهوية الوطنية، ووسيلة فعالة لتحصين المجتمع ضد مظاهر الذوبان الثقافي، في زمن تتسارع فيه وتيرة العولمة والتأثيرات الخارجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *