مدير الفعاليات والشؤون الثقافية في المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا السيد خالد السيد”كتارا تصنع جسور الحوار بين شعوب العالم”

في إطار جهودنا لتسليط الضوء على التنوع الثقافي في قطر، نلتقي اليوم بالسيد خالد السيد، مدير الفعاليات والشؤون الثقافية في المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، للحديث عن دور كتارا البارز في تعزيز الحوار الثقافي وبناء جسور التفاهم بين الشعوب، وكيف تقدم قطر كمركز عالمي للثقافة والفنون
كيف تعرّف عن نفسك ودورك في كتارا، وما أبرز محطات مسيرتك المهنية؟
بسم الله الرحمن الرحيم. في كتارا، أشغل منصب مدير الفعاليات والشؤون الثقافية، بالإضافة إلى الإشراف على عدد من الجوائز العربية، مثل جائزة كتارا للرواية العربية، وجائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وجائزة تلاوة القرآن، وجائزة الشعر العربي، والمخطوطات. وهي مجموعة كبيرة من الجوائز، إلى جانب إدارة الفعاليات، التي شهدت في الأعوام الماضية نشاطًا واسعًا، حيث بلغ عدد الفعاليات ما يقارب ألفًا وثلاثمئة فعالية في السنة، واستقبل الحي الثقافي أكثر من سبعة عشر مليون زائر. النقطة الرئيسية في عملي تمثلت في وضع آلية شاملة للأنشطة والفعاليات في المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، وهي المرحلة التي امتدت على مدار السنوات الخمس الأخيرة. قبل ذلك، كنت المشرف العام على الملتقى الثقافي، وأشرفت على مجموعة من الأنشطة الأخرى. أما عن بدايتي المهنية، فأنا خريج هندسة ميكانيكية، بدأت حياتي العملية في مجال الهندسة، ولا أزال أمارسها حتى اليوم. إلى جانب ذلك، أعمل كخبير ومحكّم دولي معتمد لدى المحاكم القطرية والجهات القضائية في الدولة، كما عملت مستشارًا هندسيًا لعدد من المشاريع الرئيسية. كذلك، كانت لي محطة مهمة في مسيرتي استمرت لمدة اثنتي عشرة سنة، حيث شغلت منصب رئيس تحرير صحيفة بننسولا الإنجليزية The Peninsula. تنوعت محطات حياتي المهنية بين الهندسة، والإعلام، والثقافة، وهذا يعود في جوهره إلى تأثير الطفولة والأسرة، حيث كانت هذه المجالات تشغل حيزًا كبيرًا من الاهتمام. وبشكل عام، هذه هي أبرز مراحل التحول في مسيرتي المهنية.
ما الرؤية التي تقود كتارا في تعزيز التنوع الثقافي، وكيف تترجمونها عبر فعالياتكم؟
الفعاليات والأنشطة في كتارا تشكّل جسرًا ثقافيًا يربط بين الشعوب والدول، من خلال تنوعها واختلافها. نحن نعمل بالتنسيق والتعاون مع مختلف السفارات، ولدينا في كتارا إدارة مختصة بالدبلوماسية الثقافية والعلاقات الدولية، وهي تقوم بدور كبير في تنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة المرتبطة بالعلاقات الدولية. إضافة إلى ذلك، نشارك في مبادرة «العام الثقافي»، فكان العام الماضي عامًا ثقافيًا بين قطر والمغرب، وهذا العام بين قطر والأرجنتين وتشيلي، والعام المقبل سيكون بين قطر وكندا والمكسيك. كما ننظم أنشطة أدبية مثل جائزة كتارا للرواية العربية، التي تضم مشاركات من جميع الدول العربية، وتُعد كتارا اليوم محطة بارزة في تاريخ الرواية العربية.

ومن الفعاليات الرئيسية أيضًا مهرجان جمال الخيل العربي، الذي يشهد مشاركة دولية واسعة، ويُبرز جانبًا من التراث والجمال العربي الأصيل. بهذه الصورة، تنعكس الدبلوماسية الثقافية والعلاقات الدولية بوضوح في أنشطة كتارا وفعالياتها المتنوعة، مما يكرّس رؤية المؤسسة في تعزيز التنوع الثقافي والتقارب بين الشعوب.
ما أبرز التحديات في التواصل مع جمهور متعدد الثقافات، وكيف تتعاملون معها؟
كتارا اليوم كمؤسسة تقيم عددًا كبيرًا من الفعاليات، وتجذب جمهورًا واسعًا ومتنوعًا، وهذا في حد ذاته يخفف من حدة التحدي في التواصل مع جمهور متعدد الثقافات. عندما تكون الفعاليات مخصصة لدول معينة، سواء في إطار العلاقات الدولية أو من خلال البعد الدبلوماسي، فإننا نلحظ تفاعلًا واحتفاءً من مختلف الثقافات، لا سيما في المعارض الكبرى كمعارض الفنون التشكيلية والتصوير .نحرص أيضًا على الوصول إلى جمهورنا والتواصل معه بوسائل متعددة. فعلى سبيل المثال، الموقع الإلكتروني الرسمي لكتارا متاح باللغتين العربية والإنجليزية، وينطبق ذلك على المواد الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي. كما أن عدد المتابعين على منصات التواصل كبير جدًا، وهناك إقبال واسع، مما يعزز من قدرتنا على التواصل الفعال مع جمهورنا متعدد الثقافات.
كيف تختارون الفعاليات لتتناسب مع مختلف الأذواق والثقافات؟
تُقسم الفعاليات في الحي الثقافي في كتارا إلى شقين رئيسيين: الشق الأول يتعلق بالموروث التراثي العربي بينما الشق الثاني يشمل التراث المحلي، إلى جانب الفعاليات الدولية التي ترتبط بالسفارات والفعاليات الخارجية. هذه الفعاليات تضم فنانين عالميين في أكثر من مناسبة، مثل «فعاليات قطر للفن التشكيلي»، التي شارك فيها عدد كبير من الفنانين التشكيليين. وبالتالي، لدينا مجموعة متنوعة من الفعاليات التي تلبي الأذواق المختلفة: الفعاليات الثقافية العربية التي تركز على الوطن العربي، والفعاليات التراثية المحلية مثل مهرجان المحامل، وسنيار، وسهيل، والنهمة، وغيرها من الفعاليات التراثية المحلية. بذلك، تتمتع كتارا بتنوع كبير في الفعاليات والمهرجانات التي تقيمها.
كيف تدعم كتارا المواهب الشابة في المجال الثقافي والفني؟
نحن في كتارا على تواصل مستمر مع مختلف الجامعات، بما في ذلك جامعة قطر، حيث يتدرب عدد كبير من الطلبة في سنتهم الأخيرة. كما نقيم زيارات مدرسية للمدارس حيث يتعرف الطلاب على الحي الثقافي في كتارا. بالإضافة إلى ذلك، توجد قبة الثريا ومسرح الدراما والأوبرا، اللذان يساهمان في إقامة فعاليات متنوعة في الحي الثقافي. في كتارا، ندعم باستمرار مختلف المؤسسات بتوجهاتها المتنوعة، وننظم مشاريع مشتركة مع المؤسسات التعليمية. على سبيـــــل المثال، في العام الماضي، أقمنا مشروعًا متكاملاً مع جامعة قطر في كلية الآداب والعلوم، قسم اللغة العربية. تم تنظيم مسابقة في مجال الرواية لمرحلة الماجستير، وتم اختيار أفضل ثلاث روايات من أصل عشر روايات، وقدمت جوائز تحفيزية للفائزين. كما نقيم العديد من الفعاليات الثقافية بالتعاون مع الجامعات المختلفة. في كتارا، نرحب دائمًا بالجميع ونحرص على دعمهم.
ما الوسائل الإعلامية والتقنية التي تستخدمونها لجذب الجمهور؟
أكثر وسائل التواصل انتشارًا في منطقة الخليج هي تطبيق تويتر، والذي أصبح يُعرف الآن بإكس، إلى جانب إنستغرام وسناب شات، بينما يُعتبر تيك توك أقل انتشارًا. أحد الجوانب الرئيسية التي نأخذها في الاعتبار هو اختلاف الشرائح المستهدفة بين الوسائل المختلفة. نحن نقوم بدراسة العينات بشكل دقيق، فعلى سبيل المثال، في تطبيق سناب شات نستخدم المؤثرين الاجتماعيين لنقل رسالتنا إلى الجمهور، بينما في تطبيق إكس نستهدف شريحة أكثر جدية ونتناول مواضيع مباشرة. أما في فيسبوك، ورغم أنه ليس واسع الانتشار في قطر، فإننا نشهد تفاعلًا ونشاطًا مستمرًا على المنصة، وذلك لأنها شائعة بين الشرائح الأخرى والجاليات.
ما الرسالة التي ترغب في توجيهها للمجتمع حول أهمية الحوار بين الثقافات؟
في قطر، نحن نتمتع بدبلوماسية عالية وعلاقات دولية قوية، ولله الحمد، تُعتبر قطر مثالاً مشرفًا في مجال الدبلوماسية. كما تتمتع دولة قطر بالتسامح والحوار مع كثير من الشعوب، وهذا يعد انعكاسًا لجهود الحكومة والشعب. قطر بلد يرحب بالجميع، وخاصةً مع نموذج كأس العالم 2022، الذي كان أكبر مثال على الانفتاح والتسامح والترحيب بجميع الثقافات.

في الختام، نتوجه بالشكر والتقدير إلى الأستاذ خالد السيد على وقته وما قدمه لنا من معلومات قيّمة عن جهود كتارا في تعزيز التنوع الثقافي ودعم المواهب، وترسيخ ثقافة الحوار والتسامح بين الثقافات المتعددة في قطر ولا شك أن الدور الذي تؤديه كتارا من خلال فعالياتها وبرامجها المتنوعة يمثل نموذجًا يحتذى به في إظهار الوجه الحضاري لدولة قطر، كملتقى عالمي فريد للتنوع الثقافي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *