
تتداخل وتتكامل عناصر الثقافة معا لتشكل هوية مجتمع بأكمله، هوية شعب قرر الحفاظ على تراثه وعادته وتقاليده، على الرغم من العولمة التي شهدها العالم من حوله، الا أنه ما زال متسمك بإرث الآباء والأجداد.
فتتداخل الثقافة مع أنظمة الدولة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والاعلامية والدينية والاخلاقية، لتكمل بعضها البعض في ثقافة واحدة مُشكلة نسيج الحياة التي يعيشها بها المجتمع القطري.
فتعد الثقافة مصدرا مهما من مصادر تحقيق الأمن الوطني والمجتمعي، وذلك لأن عناصر ثقافة الأمة تمثل الجوامع المشتركة بين الناس، وهذه الجوامع مصدر التراحم والتماسك داخل المجتمع في العادة، ومتى ازدادا التلاحم والتماسك في المجتمع، ازدادت حصانة المجتمع وقدرته على الصمود أمام التحديات والأخطار والازمات التي يتعرض لها، ومتى ازدادت الحصانة والمنعة تحقق الأمن الوطني.
فللثقافة سلطة على المجتمع، فهي تعبر عن مجموع تأثيراتها على الأفراد وقدراتها على توجيه سلوكهم وتحديد تفكيرهم ومواقفهم فيما يدور من حولهم، كما أنها تحدد هويتهم وتحدث التغيير في المجتمع، ليصبح مجتمعا واعيا محافظا على موروثه الثقافي قديما وحديثا.
فالمجتمع القطري استطاع الحفاظ على هويته الخاصة ذات العراقة والأصالة، ولم يستسلم للعولمة والعادات والتقاليد والقيم الدخيلة التي تمكنت من الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية.
وقد ارتبطت الثقافة القطرية بالمهن التي مارسها القطريون قديما من صيد وغوص وقنص ورعي وزراعة، فأنتجت الغناء والرقص والحرف اليدوية والسلوك الاجتماعي المترابط والمتجانس، فكان الإنسان القطري يطوعها ويكيفها كيفما شاء.
وتعتبر دولة قطر من الدول المتعددة الثقافات، إلا أنها تقبل التغيير وتحافظ على الماضي بالتزامها واندماجها ومواكبتها للحداثة والمعاصرة، إذ يسود الاحترام والتعاون بين افرادها ولديهم الانتماء والولاء لدولتهم ووطنهم.
فالهوية القطرية بين ماضٍ جميل وحاضر مشرق، زاخر بالجماليات الثقافية والآداب والفنون والمعالم التاريخية، كقلعة الزبارة، وقلعة زكريت، وبرج برزان، وغيرها، والتي تشمل المخترعات المادية والممارسات المعنوية، كالأفكار العامة والعادات والتقاليد والقيم التي تميز المجتمع القطري عن غيره من المجتمعات.
وكانت دولة قطر وما تزال لديها وحدة في المشاعر والتقاليد والعادات والممارسات المجتمعية كالشعائر واللغة والملابس التقليدية واحترام الضيف ومساعدة المظلوم، التي تعتبر اساسا في تكوين المجتمع القطري، إضافة إلى اندماجها وتفاعلها مع الثقافات الوافدة مما شكّل مجتمعا ذا لوحة فسيفسائية ثقافية جذابة تستقطب العالم من الشرق والغرب ليشاهد جماليات الثقافة القطرية في ماضيها وحاضرها.